لا شيء يثبط عزيمة المشجعين المغاربة لدعم الأسود في كوت ديفوار مع الأمل هو الفوز بكأس القارية
اختار مجموعة من المشجعين المغاربة خوض تحدي الذهاب إلى كوت ديفوار عبر وسائل غير تقليدية كالسير على الأقدام أو بالدراجات الهوائية أو السيارات، غير آبهين للصعوبات التي يمكن أن تواجههم، لمؤازرة المنتخب الوطني، مع الأمل في معاينته وهو يفوز بالكأس القارية الثانية في تاريخه.
ولإن اختلفت المسارات التي سلكوها، أو الوسائل التي استعملوها، فحبهم للمنتخب المغربي واحد ومترسخ في الوجدان.
وقد دفعت ملحمة أسود الأطلس في مونديال قطر 2022، العديد من المغاربة التواقين للمغامرة والاستكشاف إلى الاعتماد على مخيلتهم من أجل الذهاب لكوت ديفوار، وتحديدا لمدينة سان بيدرو (جنوب غرب)، حيث ستقام مباريات المجموعة السادسة التي تضم المغرب وتنزانيا والكونغو الديمقراطية وزامبيا.
ويعتبر الشاب حميد البحري (29 سنة) واحدا من هؤلاء المغامرين المتسلحين بإصرار قوي لخوض أصعب التحديات من أجل تحقيق حلمه في مشاهدة أسود الأطلس، الذين بلغوا نصف نهاية كأس العالم الأخيرة، وهم يرسمون أبهى اللوحات بالكوت ديفوار.ويقول البحري بأنه بدأ رحلته سيرا على الأقدام إلى كوت ديفوار منذ 5 شتنبر من السنة الماضية، مرورا بموريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا كوناكري، قبل أن تطأ أقدامه الأراضي الإيفوارية في 20 دجنبر من السنة الماضية.وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “على مدى مائة يوم، بمعدل 15 إلى 20 كيلومترا من المشي يوميا، اكتشفت جمال المملكة والدول التي زرتها”، مؤكدا، أن ما لامس قلبه هو كرم الشعوب التي زار بلدانها وبساطتها وحبها للآخر.وأشار إلى أنه بعد قيامه بمغامرات مماثلة في مناسبتين انطلاقا من الرباط إلى جنوب المملكة، ثم إلى تركيا، قرر القدوم سيرا على الأقدام لدعم أسود الأطلس في كوت ديفوار.وأضاف بحماس، “إذا تأهل المغرب إلى كأس العالم 2026، فإنني أخطط للسفر إلى البرازيل ومن ثم العودة إلى المكسيك سيرا على الأقدام أو بالحافلة من أجل حضور المونديال”.ويشاركه مواطنه محمد ويسفان، المنحدر من تزنيت، نفس الشغف في روح المغامرة وعشق المنتخب الوطني.وقال محمد، في تصريح مماثل، “لقد بدأت رحلتي الطويلة بالدراجة إلى كوت ديفوار قبل سنة، مرورا بموريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري وسيراليون”.
وتابع “هدفي لم يكن الوصول في أقرب وقت ممكن إلى كوت ديفوار، بل أن أعيش تجربة إنسانية استثنائية”، مشيرا إلى أنه كان أحيانا يقضي في بعض البلدان ما يقارب الشهر بسبب مشاكل في الحصول على التأشيرة.من جهته، قال الشاب محمد سلكي، المنحدر من مدينة العيون، إنه بدأ رحلته بالدراجة في يوليوز الماضي قبل أن يلتقي بمغامرين آخرين في طريقه إلى البلد المضيف لكأس الأمم الإفريقية 2023.
وأضاف: “بعد نجاح المنتخب المغربي في قطر، أردت رؤية أسود الأطلس عن قرب في كوت ديفوار، لأن التتويج الإفريقي يبدو، هذه المرة، أقرب من أي وقت مضى مع قيمة اللاعبين الذين تضمهم التشكيلة المغربية وخبرتهم”.
ويلتقي المنتخب المغربي مع نظيره التنزاني في 17 يناير الجاري (السادسة مساء بتوقيت غرينيتش +1) على ملعب لوران بوكو في سان بيدرو، قبل أن يواجه الكونغو الديمقراطية (21 يناير)، ثم زامبيا (24 يناير).