الجيش المغربي يجهز خياماً لاستقبال تلاميذ الزلزال العائدين الى التعليم .(ضرر530مؤسسةتعليميةو55داخلية).
الجيش المغربي يجهز خياماً لاستقبال تلاميذ الزلزال العائدين الى التعليم .
بدأ تلاميذ المناطق الأكثر تضرراً من زلزال المغرب بالعودة إلى مدارسهم بعد نحو أسبوع على قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تعليق الدراسة جاء من جراء تضرر 530 مؤسسة تعليمية و55 داخلية بدرجات متفاوتة، تراوح ما بين انهيار أو أضرار بالغة، وتتركز في أقاليم=- الحوز وشيشاوة وتارودانت.
وبدءاً من يومه الاثنين 18شتنبر الجاري، التحقت الدفعة الأولى من تلاميذ الدواوير الأكثر تضرراً من الزلزال في إقليم الحوز (ثلاث نيعقوب، إيغيل، ويرغان، أنوغال، أزغور) بالعملية التعليمية، بعد قرار اللجنة الإقليمية لليقظة تحويلهم إلى داخليات في عدد من المؤسسات التعليمية بمراكش وشيشاوة وتارودانت، في سياق ما اعتبر مقاربة جديدة تدخل في إطار البدائل الممكنة لضمان دخول دراسي جيد واستمرارية التعليم.
ويتعلق الأمر بحوالي 6 آلاف تلميذ وتلميذة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، الذين حولوا برفقة أساتذتهم وأطر مؤسساتهم إلى المؤسسات التعليمية العمومية بمدينة مراكش، مع ضمان الإيواء والتغذية إلى جانب أنشطة الدعم النفسي لفائدتهم.
ويوم أول من أمس الأحد، نقل 1500 تلميذ من المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال بإقليم الحوز عبر حافلات إلى ثانوية محمد الخامس باب أغمات والثانوية التأهيلية بن يوسف ومعهد القاضي عياض للتعليم العتيق بمدينة مراكش.
ويقول رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكات بمديرية الإقليم للتعليم بالحوز مصطفى الشتوكي إن قرار اللجنة الإقليمية بتحويل التلاميذ إلى مؤسسات تعليمية بمراكش جاء بعد اتخاذ إجراءات عدة، وبعد المسح التقني لكل المؤسسات التعليمية لضمان سلامة التلاميذ، لافتاً إلى أن فاجعة الزلزال التي عاشها إقليم الحوز أدت إلى تضرر عدد كبير من المؤسسات التعليمية (حوالي 150 مدرسة)، بعدما لحقها دمار كلي أو جزئي. ويوضح في حديثه أنه “بعد التوقف المؤقت عن الدراسة، كان لا بد من توفير الظروف لاستئنافها في أقرب وقت. شكل الأمر تحدياً كبيراً وقد نجحنا يوم أمس الاثنين، وذلك بسرعة قياسية وبفضل جهود كبيرة حتى يتسنى للأطفال العودة إلى فصولهم الدراسية”. يضيف أنه “بعد المسح التقني للمؤسسات التعليمية ومعرفة الأضرار التي طالتها، تم اتخاذ عدد كبير من الإجراءات لضمان استئناف الدراسة في ظروف آمنة في مرحلة أولى، تم تحويل 6000 تلميذ من المؤسسات التعليمية في المناطق المتضررة إلى مدينة مراكش في مرحلة ثانية”.
ويلفت الشتوكي إلى أن تحويل تلاميذ المؤسسات التعليمية المتضررة في إقليم الحوز إلى مدارس داخلية بمراكش جاء بعد زيارة قامت بها فرق إقليمية يومي الخميس والجمعة الماضيين إلى المؤسسات التعليمية المعنية، وعقدها لقاءات مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ والأمهات بشكل انفرادي وجماعي. يضيف: “فوجئنا خلال اللقاءات بوجود مطالب للآباء والأمهات باستئناف أبنائهم للدراسة للخروج من تبعات تجربة مرعبة عاشوها والاستفادة من الدعم النفسي والاجتماعي”.
ويوضح أن عملية التحويل هذه ترافقت مع مواكبة نفسية ودعم اجتماعي للتلاميذ، مشيراً إلى أن أطر الدعم النفسي والاجتماعي التابعة للوزارة حصلت على تدريبات في هذا الإطار من خلال ورشات ميدانية بشأن كيفية التعامل مع التلاميذ المتضررين من الزلزال.
بالإضافة إلى تحويل تلاميذ المؤسسات التعليمية الأكثر تضرراً من الزلزال إلى مؤسسات تعليمية داخلية بمدينة مراكش، تراهن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم الحوز على إجراء ثان لاستئناف مئات التلاميذ دراستهم في ظروف جيدة بعد أسبوع من قرار الوزارة تعليقها، يتمثل في نصب خيام مجهزة ووضع ألواح شمسية في المناطق المتضررة. يتابع: “نحتاج إلى 500 خيمة. وفي الوقت الحالي، نصبت حوالي 150 خيمة في مناطق أسني ومولاي إبراهيم وأمزيز وغيرها، مجهزة بكل ما تحتاجه عملية استئناف العام الدراسي والعملية التعليمية، وذلك بتضافر جهود الجميع من سلطات إقليمية وشركاء وشركات النقل والمؤسسة العسكرية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية”.
ويلفت إلى أن “استئناف الدراسة بعد أسبوع من الفاجعة لم يكن بالأمر السهل، كما أن خطوة استئناف الدراسة بشكل تدريجي في المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال ستشهد خلال الساعات المقبلة تقدماً كبيراً بالاعتماد على الوحدات المتنقلة التي قدمها عدد من الشركاء للوزارة”.
وتسبب الزلزال في أقاليم الحوز، مراكش، تارودانت، شيشاوة، أزيلال، بدمار عشرات المدارس ومقتل العديد من الأساتذة والتلاميذ، في حين أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الوطنية عن وفاة 7 أساتذة ضمن ضحايا زلزال الحوز، فيما أصيب 39 بإصابات متفاوتة الخطورة. وفي بيان في العاشر من الشهر الجاري، أعلنت الوزارة “العمل على إيجاد الصيغ التعليمية واللوجيستية المحلية المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية (العملية التعليمية) للتلاميذ المعنيين خلال الأيام المقبلة”.