مجتمع

الأخصائي “أقزة”: ظاهرة “الإنتحار” في صفوف التلاميذ بين ضغط الدروس والإكراه الأسري وغياب الدعم النفسي.

عزالدين بلبلاج

إن ميلاد بعض الظواهر الحديثة داخل المجتمع المغربي تشكل خطر مستمر خصوصا في الآونة المستقبلية؛ وإن التفاعل معها عبر وسائل التواصل الإجتماعي يشكل خطرا للأجيال القادمة؛ بل والأخطر من ذلك تلك التصريحات الخطيرة للتلاميذ التي يؤدونها خلال خروجهم من المؤسسات التعليمية لوسائل الإعلام والغاية منها خلق “البوز” وأيضا التحريض على بعض الأفعال المشينة التي تسيء للتعليم ولصورة المغرب بصفة عامة وتساهم في خلق جيل فاشل غير قادر على المواجهة والحوار وبناء الذات وتحسين الوضعيات والوصول إلى النقطة الأهم وهي تحقيق المستقبل وضمان الحياة المستقرة والآمنة.

إن واقعتي الإنتحار بكل من مدينتي “آسفي” و “تطوان” تنذر بأن واقع التربية والتعليم في خطر كبير وجب مناقشة حيثياته عبر الوسائل المشروعة أولا من أجل التشخيص وثانيا من أجل إيجاد الحلول الإيجابية والمناسبة للحد منه ولوضع استراتيجية استباقية للتحسيس والتوعية به، ومن الواجب كذلك خلق برامج لتهيئة رجال الغد في مختلف المسالك الإشهادية وتقوية معارفهم وحسهم بالمسؤولية والدور الفعال لهم سواء بالنسبة للتحصيل الإمتحاني أو الإنخراط الإيجابي حسب تخصص كل شخص داخل المجتمع، وتفعيل المقاربة التربوية للحد من المخاطر والتوجيه السليم والإعداد الجيد لضمان منتوجية فعالة وقوية.

لقد وجه الدكتور ” خالد أقزة” الأخصائي النفسي والعقلي والخبير المعتمد مدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية كافة المكونات إلى ضرورة خلق وحدات للتتبع والرعاية النفسية للتلاميذ المقبلين على اجتياز الإمتحانات الإشهادية طول السنة لضمان الحد من أي انزلاقات خارجة عن الصواب، بل والأكثر من ذلك ضمان مرور تلك المباريات في أحسن الأجواء وبأضرار أقل؛ لأن الغاية الأهم الحصول على تفاعل إيجابي بين الأسرة التعليمية والتلاميذ من جهة والأسرة والأبناء من جهة أخرى.

ونبه الدكتور “أقزة” إلى أن الضغط الأسري ومعه المحيط يشكل أكبر قوة سلبية في نفوس التلاميذ عموما من بعض النواحي السلبية خصوصا تلك التي تفرض على المتباري النتيجة فقط دون مراعاة الحيثيات التي يواجهها التلميذ، ولقد يشكل هذا الأخير قنبلة موقوتة لا رادع لها إن لم يحقق المبتغى، وهذا في حد ذاته خطأ جسيم؛ لأن الأسرة يجب عليها أن تخلق الفضاء المناسب والجو الملائم والمشاعر المناسبة “للإبن أو البنت” لكي يساعدهم في الإعداد الجيد للإمتحانات بهدف الحصول على نتائج جيدة تضمن لهم المستقبل الأفضل.

ويرى الدكتور “خالد أقزة” بأن ابتداء من السنة المقبلة وجب على الوزارة الوصية وجمعيات الأمهات والأباء وأولياء الأمور خلق عدة شراكات أساسية من أجل خلق وحدات تتعلق بالطب النفسي والمواكبة بمختلف المؤسسات ولا سيما المستويات التي لها علاقة بالسلك الإشهادي، من أجل الحد من ظاهرة الإنتحار أو تعاطي المخدرات أو السلوكات المشابهة، وكذلك على الأسر الحرص الشديد للأخد بيد الأبناء وترشيدهم والوقوف إلى جانبهم لتجاوز مختلف الضغوط الدراسية، كما أشار إلى ضرورة تحسيس الأسرة التعليمية التي تخوض الأضرابات من أجل تحقيق مطالبها على أنها تلتزم بشرح كافة الدروس في وقت مريح للتلاميذ من أجل الإستفادة وحسن التحصيل؛ وأيضا التفاعل الإيجابي مع مختلف حالات الغش بأساليب تكون في مستوى اللحظة والظرفية للخروج من الأزمة بأقل الأضرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى