سفيان فارس
في سنة 1919، كانت ولادة سطاد المغربي، من طرف العديد من فعاليات المجتمع المدني، فقد تجمع مغاربة وفرنسيون لتأسيس فريق يدافع عن استقلال البلاد، كان الاسم على غرار سطاد الفرنسي، وإشارة قوية إلى مغربة الفريق، لتسير على نهجه فرق أخرى عربية وإفريقية عانت يوما ويلات الاستعمار، فكان فريق الملعب التونسي وفريق الملعب المالي.. كانت بداية الفريق قوية جدا، شارك في بطولة الجامعة الحرة ليحرز درعها في سنوات 1924 و1935 و1945، كان ذلك قبل الاستقلال، لتفتح شهية الفريق على مزيد من الألقاب، ففاز في سنة 1948 بكأس المغرب العربي.
في ذلك التاريخ البعيد، قاد أحمد الشهود وشعبي كروم فريق سطاد ليكون واحدا من الفرق الرائدة في كرة القدم، انخرط الفريق في جامعة الكرة المغربية، وتم احتضانه من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية، طيلة سنوات خلت، قبل أن يفسح العقد في تسعينيات القرن الماضي.. كان الفريق مطالبا بأن يخلد اسمه في أرشيف الرياضة المغربية، كان يمضي منتشيا بلاعبين كبار، فقد لعب له ودربه العربي بنمبارك، وعبد الرزاق الوركة، أول لاعب احترف في المكسيك، وعبد الله مالقا، وعبد القادر الرايس، الذي عزز صفوف الأسود في إقصائيات مونديال مكسيكو 70، وشارك في أولمبياد 1966 وضم أيضا بين صفوفه رمضان وعزوز وأسماء أخرى كثيرة في ستينيات القرن الماضي.
تمكن سطاد المغربي من لفت انتباه كل المتابعين لمسار بطولتنا الوطنية في تلك الفترة، واستطاع بفضل هذا الجيل من اللاعبين المبدعين أن يحتل رتبة الوصيف في بطولة القسم الأول، كان ذلك سنة 1964، نافس الفريق فرقا كبيرة كالوداد والرجاء والجيش، استحق احترام خصومه دون استثناء. ولعب الفريق سنوات بعد ذلك ربع نهاية كأس العرش في سنة 1982، وانهزم أمام الرجاء بهدفين نظيفين في مباراة استمتع بها جمهور الفريقين كثيرا.
بعد رحلة طويلة للبحث عن ألقاب، سيجد الفريق نفسه مرغما على الخروج من قسم وطني أول كان أحد أسمائه البارزة التي تستحق الاحترام.. ففي سنة 1970، سينزل الفريق إلى القسم الثاني، وظل يصارع من أجل العودة طيلة أعوام كثيرة، قبل أن يكتب له الصعود من جديد في سنة 2001، ليعود من حيث جاء سنة واحدة بعد ذلك. لكن الفريق تعثر من جديد وهوى سريعا إلى أقسام الهواة، وقاوم لكي يعود إلى القسم الثاني، فقد عانى الفريق كثيرا من قلة الإمكانيات المادية، وعانى أكثر وهو يبحث عن بطاقة العبور إلى القسم الثاني.
يروي جمال السنوسي، رئيس الفريق حكاية البحث عن إعادة أمجاد سطاد المغربي: «كان فريق سطاد المغربي قويا بلاعبيه بمسيريه وبجمهوره الكبير، كان مفخرة حي لقبيبات والعكاري، ويتذكره كل المهتمين بنوع من الفخر، فقد عبر الفريق سريعا إلى ذاكرة العديد من المغاربة داخل الرباط وخارجها.. واليوم تتوفر للفريق كل الإمكانيات المادية ولديه ملعب جيد ووسيلة نقل خاصة ويلعب بعقلية احترافية، ويكفينا فخرا أنه واحد من فروع متعددة لنادي سطاد المغربي الذي أهدانا يوما بطلا كبيرا في رياضة كرة المضرب اسمه العيناوي ويتصدر البطولة في رياضة الكرة الحديدية وكرة اليد، وآخر عنقود في الفريق هو الراقي، وحتما سيعود الفريق إلى سابق عهده بإرادة جميع الغيورين».
درب الفريق أحمد الشهود وفيغاس وكليزو ولخميري والعربي بنمبارك والرايس والبوزيدي وضم يوما أسطورة الحراسة حسن بلمكي الذي انتقل فيما بعد لفريق الفتح الرباطي.