الأبواب المغلقة والحجرات المظلمة للدكتور وجدي سيفن.
.
رضوان المكي السباعي
من أجمل ما قرات عبر المجموعة العلمية الثقافية العربية هي محاضرة بعنوان ” الأبواب المغلقة والحجرات المظلمة ” للمستشار الدكتور وجدي سيفن .
قبل الدخول في تفاصيل المحاضرة التي سنتكلف بكتابتها ونشرها عبر جريدة المغرب تحت المجهر وبعض الجرائد الاليكترونيه الاعلامية الأخرى نود ان نسلط الضوء قليلا عن الدكتور صاحب المحاضرة .
هو المستشار الدكتور وجدي سيفن طبعا المولد والنشاة والنشاط جمهورية مصر العربية ، تدرج بكليات الآداب والعلوم الإنسانية تخصص علوم سيكولوجية وسوسيولوجية وغيرها ، شارك في عدة نشاطات سياسية وثقافية ، هو الآن يشغل منصب رئيس مجلس أمناء مؤسسة كوادر للتدريب والتنمية البشرية بمصر ، أيضا يشرف على فروع ثم تاسيسها أشهرها يوجد بطرابلس بليبيا وفيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية … ، الاستتناء الذي يتميز به إطاره ، انفتاحه على كل الدول العربية بهذف نشر فكرة كوادر بالدول العربية ، وهذا ما اكده لنا عبر إتصال خاص به ، وفد أعرب عن رأي خاص هو قبام مسيرة تنموية ، بها يتغير الواقع الذي نعيشه الذي تعمه الصراعات والفوضى ، أما شعار مؤسسته هو ” الحلم ، والواقع ، والمستقبل “
WWW.KAWADER.ORG
- أما المحاور الرئيسيه للمحاضرة الأبواب المغلقة والحجرات المظلمة فهي كالٱتي :
- أولا : ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة ؟
- ثانيا : ماذا نخفي داخل الحجرات المظلمة ؟
- ثالتا : كيف تفتح الأبواب المغلقة ؟
- رابعا : كيف نضيء الحجرات المظلمة ؟
الدكتور وجدي سيفن بشكل ممنهج كالمعتاد ، بدأ معرض حديثه في التحدث عن عنوان المحاضرة ، فقد يخمن البعض عن ماهي الأبواب المغلقة ؟ ، وما هي الحجرات المظلمة ؟
العنوان ربما يبدوا للبعض شاءكا ، سيبدوا للبعض الآخر منفتحا على كل الأبواب منها ماهو متعلق بالجانب السيكولوجي ، ومنها ماهو متعلق بالجانب الاجتماعي أو الأسري ومنها ماهو متعلق بالجانب السياسي وحتى الاقتصادي …
إذن هو عنوان شامل وجامع يتكلم عن كل ماهو خلف الأبواب المغلقة والحجرات المظلمة في شتى المجالات ، بدءا بالنفس البشرية ، وماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة في حياتنا ، وماذا نخفي داخل الحجرات المظلمة الموجودة داخل قلوبنا ، وكيف تفتح الأبواب المغلقة التي تغلق او نغلقها في وجوهنا ، وكيف نضيء الحجرات المظلمة الموجودة في دواتنا من سلوكيات قد تكون مريضةو أسرار قد ثؤتر على سلامتنا النفسية كما قد تؤثر على سلامة الآخرين.
اولا : ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة ؟
في داخل كل منا أبواب مغلقة ، هي ابواب اغلقناها على أنفسنا أو أبواب غلقت امامنا ، القصد من هذه الأبواب المغلقة في حياتنا الشخصية وفي حياة الآخرين تلك السجون بأسوار محبوكة نحن خلفها او مختفين وراءها ، وهي الأبواب التي نخاف تجاوزها سواء كانت أبواب نحن صنعناها لأنفسنا أو أبواب الآخرين صنعوها لنا كي لا نتجاوزها ، المسألة تحدت عمقا من خلال الحديث عنها ، فهي مسالة تبدأ منذ الطفولة المبكرة كل حسب تربيته حسب البيوت والبيئة المختلفة ، أيضا تقافة الأب والام وثقافة الأسرة المختلفة من زمن الى زمن ومن مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد ، يعني ان ردود أفعال الأسرة تختلف حسب التربية طبقا لثقافة الأب والام أيضا تختلف من مكان إلى مكان ، داخل كل بيت ، وداخل الحي وداخل المدينة …
إن بداية التنشئة الإجتماعية لأي طفل في بداية الخمس سنوات الأولى جد مهمة وحساسة ، فهي عادة ما تسطدم بثوابت أخلاقية وعادات سلوكية تنتقل من المسؤولين الاب والام إلى الأبناء ، هي المؤتر الرئيسي على مسيرة حياتنا في الحاضر والمستقبل وتصبح هنا هي الأبواب المغلقة ، والابواب التي تصنع قد تكون أبواب نحن صنعناها من أنفسنا وبإرادتنا من خلال توهم بعض الأشياء ، أو صنعها الآخرون لنا من خلال التربية مع اعتماد السوشال فورص social force , او ما يصطلح عليه بالقهر الإجتماعي أو القهر الأسري الذي يمارسه الآباء و الأمهات ، او قد يكون أيضا مصدره الإخوة والاخوات الأكبر سنا على اخواتهم الأصغر سنا .
نحن سنتعمق في قصة الأبواب المغلقة ونعطي أمثلة عن الأبواب المغلقة التي نصنعها لانفسنا أو يصنعها الآخرين لنا …
هي أبواب متناقلة عبر الأجيال ، وهي التوابث المسلمة من امهاتنا وٱباءنا تسلموها من ٱباءهم وهي مفروضة مند القدم ، رغم ما وقع بها من تحسينات وتعديلات ( العادات ، او القهر الأسري المتعمد والغير المتعمد… ) ، تبقى أبوابا متنوعة ومتعددة تدخل في خانة المفروضات الخاطئة التي تدمر شخصية الطفل ولا تعطيه أي توازن في ظل غياب أسرة محتضنة لتربية جيدة ، مثلا :
- وأنت طفل صغير وجب عليك ألا تتكلم ولا تجادل مع الأكبر منك سنا باعتباره الأكثر خبرة ، من هنا يغلق امام الطفل الباب الذهني وباب الثقة بالنفس.
- باب ثاني من الأبواب المغلقة أن صوتك وجب ألا يعلى أمام صوت الآباء و الأمهات مع حضور أسلوب معين من الطاعة ، والحرص على إحترام الأب والام والاخوة الكبار ، مما تتكون للطفل صرخات ، يريد أن يطلقها بداخله ، أمام عدم توفر تعبيره عن غضبه ومعاناته أمام الآخرين ، أما الشيء المعقول هو تبادل الحديث معه او على الاقل أن يطلق له العنان ربما شفاءا له، بدل مفروضات حقيقة هي تطبيع مع القهر الاجتماعي والقهر الأسري ، وربما إلى حد كبير القضاء على كل الأماني وكل الأحلام وملكات التعبير التي وهبها الله له . سواء بالبيت او الشارع او بالمدرسة ، لذلك وجب فتح تلك الأبواب الموصدة أمامه ضمانا لمزيد التقة بنفسه وتقوية شخصيته ، بدل ممارسة العنف عليه ووصفه كأنه إبن عاق أو كافر ، فيحصل له اعتلال نفسي متدهور ، وبذلك نكون قد افرزنا لمجتمعاتنا ربوتات في خطوات متماشية واساليب ورثناها ولم نفحصها ، من المفروض تقييم تلك المفروضات وتلك العادات وتلك التقاليد ربما يكون فيها من الخطأ أكثر من الصح ، أيضا وجب وضعها تحت المجهر وتشخيص من اصحاب التخصص ، فمن الإمكان ابدع بما كان إعطاء فرص لهؤلاء، وسيتم الكتشف عن كل المواهب .
توجد أبواب مغلقة إذن منذ الطفولة نتج عنها الخوف او المرض او اضطرابات قد نفتحها ونجد سرابا ، وقد نفتحها ونجد وراء هذه الأبواب مستقبل مشرق وباهر …
المحاضر وجدي سيفن من خلال محاضرته دعا الجميع أنه من الأفضل وبشكل مستقل إلى فتح تلك الأبواب المغلقة التي اغلقوها على أنفسهم أو اغلقوها الآخرين أمامهم بسبب تلك الموروتات والتقاليد والمفروضات التي يجب أن نعطيها الأسبقية للاشتغال مادامت سبيلا للحصول على نوعية خاصة متميزة من الأجيال .
ثانيا : ماذا نخفي داخل الحجرات المظلمة ؟ وكيف نضيء هذه الحجرات المظلمة ؟
الحجرات المظلمة ربما تكون في داخل أنفسنا أو داخل بيوتنا ، فهي تحمل بعدين . بعد شخصي و بعدأسري طبعا هو عمل كبير يحتاج الدخول في حالة من التأمل ، وخلوة مع أنفسنا من أجل اكتشافها والتحدث معها ، وماذا يحدث داخل الحجرات المظلمة التي في حياتنا …
بدواتنا بعض المشاكل وبعض العقد النفسية ، أكثر من هذا هناك أماكن في قلوبنا محضور أي أحد يدخلها ، هي حجرة مظلمة لاخفاء اخطائي او اكاديبي او كبريائي أو صغر النفس أو بعض الأسرار التي إذا عرفت ستبقى فضيحة أو حاجات مشينة اتعرض بها إلى التنمر من اشخاص يعيشون في نفس الحجرات ، فأرفض مشاطرتها مع الأخرين أو امور اواجه بها أي أحد ، هي أمور متراكمة تكونت شيئا فشيئا بفعل التنشئة الإجتماعية وبفعل الاحتكاك بالاخرين ، أو نتيجة كذبة اتسطر عليها ، او بسبب صغر في النفس أو إحساس بالنقص أو كبرياء او غرور ، او حصيلة أدى نفسي او جسدي او اعتداء جنسي … فأنا انتقم من الآخرين وانتقم ساعات من نفسي وبكل فعل يرد هو مساوي له او مضاد له في الإتجاه ويتولد في أي لحظة بفعل التذكر ، او ممكن أحاول تعذيب نفسي من خلال الاحتفاض بهذه الحجرات المظلمة ، وممكن احاول تعذيب نفسي بالشفقة عليها ذون فتح الحجرة المظلمة لأني لا أريد تركها مع أحد ، ولا أريد أن اتطور ولا أريد أن انطلق واصير حرا طليقا .
يحكى أن رجلا صينيا كان براهيميا ، وهو بالسوق رأى تاجرا هنديا يبيع الحمام ، ويربط كل واحدة برجل الأخرى ، فأمره الصيني أن يطلق صراح الحمام وعبر عن تاسفه من هذا الفعل الغير مقبول ، وافقه الهندي الرأي شرط ان يدفع ثمنه ، الصيني دفع ثمنه واطلق العنان للحمام ، لكن الشيء الغريب والمذهل أن كل مرة يأتي فيها الحمام الى المكان يقوم فيها بالدوران على نفسه ويلتصق بالحمام الآخر ، وكأن هذا الوهم موجود وكأن تلك العادة أصبحت جزءا من تكوينه . حاول البراهمي مرات عدة منعهم من ذلك السلوك إلا أنه فشل ، فالحمام لم يصدق أنه قد تحرر ، من الطبيعي أيضا أن يقوم بهذه الأشياء فهو تربى على العبودية وأصبح وفيا لها ، عبودية المفروضات والعادات ، أيضا اصبحت له قناعة تامة بتلك الحجرة المظلمة التي يوجد فيها ، واذا ما اعتمدنا اسقاطات على بعض الناس نجد انهم مقتنعين أيضا ببعض العادات وعبودية وادمانات مختلفة وكسب غير حلال وقابلية من كل وسائل التواصل الإجتماعي التي اخترقت حريته وحتى استقلاليته ، ومع ذلك رافضين التحرر ولا يريدون الانطلاق احرارا ، فهذه يا إخواني هي الحجرات المظلمة التي وجدت قابلية في أنفسنا أو التي صنعناها لانفسنا أو صنعتها التربية الأسرية والاجتماعية ، كما ساهمت في صنعها داخلنا ، لكن ٱن الأوان أن ندخلها وقبل ان ندخلها وجب إضاءة شمعة لاضاءتها .
ثالتا و رابعا : كيف نفتح الأبواب المغلقة وكيف نضيء الحجرات المظلمة ؟
من خلال مدارس التحليل النفسي ومؤسسها الأول سيغموند فرويد وتلامدته ، ومن خلال مدارس علم الثنمية البشرية التي اسسها الرواد كتوني كوزام او عندنا بالدول العربية المرحوم ابراهيم الفقي وتلامذته الذين انتشروا عبر الدول العربية ، حقيقة الكل له بصمته الخاصة ، لكن يضل فرويد هو أحد رواد التحليل النفسي ،،، كل تلك المدارس اجتمعت واجمعت أنه إذا اردنا التحرر من مشاكلنا الداخلية وحجراتنا المظلمة التي تقبع فيها كل اسرارنا ، والتي تحدد سلوكياتنا على مستوى العلاقات الأسرية ، ودور كل واحد منا كاب او اخ او إبن او أستاد أو سياسي … كل هذه الادوار ورغم تعددها لا تمنع من أن نطرح سؤالا كيف سنتخلص من هذه الحجرات المظلمة ، هو سؤال يحتاج فقط الشجاعة المنبعثة من الداخل مع الحاجة طبعا الى موجه او مختص ، فهم الشمعة التي نضيء قبل الدخول الى هذه الحجرات المظلمة ، فنكون بذلك واجهنا أنفسنا وضعفنا ، أيضا نواجه كل مايقلقنا ، علما أن المواجهة هي نصف علاج المرء لكل الأمراض النفسية التي لديه ، مع اعتماد تشخيص وعمل مرافقة حياتية للشخص و تقديم حلول مناسبة وعمل تقييم للآخرين…
العملية فقط تعتمد تقديم مشاكلنا بعد معرفتها للمختصين هم بدورهم ياخدوا بايدينا ، اما الاكيد أننا سننطلق في حرية تامة وتقع مرحلة التصالح مع النفس وتتبدد كل الغيوم ونتخلص من تلك السجون .
هنا اكون قد اعطيت تلخيصا موجزا عن محاضرة قيمة وخالدة للاستاد الدكتور وجدي سيفن . وهي امتداد لما قدمناه في ما مضى عن * الاسوار المغلقة والحجرات المظلمة * او عن قطار الحياة … *
كلها دروس في غاية الأهمية تستوجب الحضور لها والاقتناع بها أكثر نظرا لمهارات وكفاءة الموجه صاحب المحاضرة ، اما السبيل إليها إما عن طريق البوابة www.kawader.org
او عبر الإتصال بالجريدة عبر الرقم 0645159154 للتنسيق مع الدكتور في علم الثنمية الداتية ، او كل من يريد أن يطور نفسه أيضا وان يصيح من الكوادر التابعة للمؤسسة ويساهم في انشاء فرع بالمملكة المغربية طبعا بالاتفاق مع الوزارة الوصية كما هو الحال بمصر وليبيا وبالولايات المتحدة الأمريكية …